يقرأ حاليا
شبكة الرواد الشباب.. نسيج شبابي يُبلور “بارومتر الديمقراطية”
FR

شبكة الرواد الشباب.. نسيج شبابي يُبلور “بارومتر الديمقراطية”

التأكيد على أهمية الحضور المُتزايد للنساء والشباب في المشهد السياسي المغربي، وأن لا يظلا مُجرد تأثيث للسياق العام، كانت هذه أبرز نقطة تطرق لها المُشاركون في النسخة الخامسة من أكاديمية الريادة المُنظمة من طرف شبكة الرواد الشباب، ضمن ورشة عمل تحت عنوان “قراءة في نتائج انتخابات 2021” شهدتها مدينة الرباط، يوم السبت المُنصرم.

وركز هذا اللقاء الذي حضره نسيجا مُكونا من عشرون شابا وشابة متفرقين على مجالات متنوعة، أكاديمية، صحفية، سياسية، جمعوية، قانونية، على مناقشة وتحليل نتائج انتخابات الثامن من شتنبر، وتقديم قراءة في الموضوع، والخروج بتوصيات وخارطة طريق لبلورة “بارومتر الديمقراطية”، الشيء الذي سيُمثل وثيقة علمية تقيس وتقيم مدى نجاح العملية الانتخابية، انطلاقا من مجموعة من المؤشرات من قبيل الديمقراطية، الشفافية، النزاهة، المنافسة الشريفة وتكافئ الفرص، مشاركة الشباب والنساء.

مؤشرات إيجابية للعملية الانتخابية

وفي هذا السياق، قال أنس هدان، وكيل اللائحة التشريعية عن تحالف فيدرالية اليسار بدائرة تيفلت الرماني، وعضو مؤسس لشبكة الرواد الشباب بتيفلت، إن “العملية الانتخابية من ناحية الترشيح والحملة شهدت مجموعة من المؤشرات الإيجابية، مثل ارتفاع مستوى تسجيل الشباب في اللوائح الوطنية الانتخابية، وكذلك على مستوى الإبداع في الحملات الانتخابية”.

“لكن كانت هناك مجموعة من الممارسات على مستوى الاقتراع والتصويت والظروف التي مرت بها العملية الانتخابية يوم الاقتراع، إذ كانت هناك مجموعة من الملاحظات من قبيل استعمال المال وعدم احترام المساطر والقوانين، الشيء الذي قد ينعكس سلبا على مجموعة الأمور الإيجابية” يزيد هدان في حديثه لـ”نقاش21″.

وأكد هدان، أن “هناك جُملة من الاختلالات التي تم رصدها، قد تساهم في ركون الشباب إلى العزوف الانتخابي” مردفا “أظن أن العملية الانتخابية كان بإمكانها أن تمر في أجواء أكثر ديمقراطية، وأكثر شفافية، وكان من الممكن النجاح في هذا الامتحان الديمقراطي”.

من جهتها، مريم ابليل، باحثة في القانون الدستوري والعلوم السياسية أكدت أن العملية الانتخابية يُمكن تقييمها على مستويين “على المستوى التشريعي والقانوني حيث كانت النتائج مُتوقعة بالنظر إلى إقرار القاسم الانتخابي وإلغاء العتبة على مستوى الانتخابات المحلية، مما أعطانا نتائج متقاربة بين الأحزاب الثلاثة الأولى، وأيضا مكَّن عدد من الأحزاب السياسية الصغيرة من التمثل سواء داخل مجلس النواب أو داخل المجالس المحلية”.

“أما على المستوى السياسي يمكن القول إنه كان المتحكم الأساسي في نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية، فتغطية كافة اللوائح المحلية أعطت حظا أوفرا لحزب التجمع الوطني للأحرار في الفوز بالمقاعد في نتائج الانتخابات التشريعية وهي المرتبطة بتعيين رئيس الحكومة” تضيف ابليل في حديثها لـ”نقاش 21″ مشيرة إلى أن “تزامن الانتخابات في يوم واحد عامل أساس في تحديد الخريطة السياسية لهذه الولاية”.

حضور نسائي وشبابي باهت!

أما بخصوص مشاركة الشباب والنساء، أكدت الباحثة في العلوم السياسية أنه “كما كان متوقعا لم يتم صعود النساء على المستوى المحلي، فبالإضافة إلى 90 مقعد على المستوى الجهوي، تم تمثيلية فقط ستة نساء اللواتي نجحن عبر اللوائح المحلية، وهو رقم مؤسف، لأن الأساس هو تطوير الترشيح التلقائي للنساء”.

إقرأ أيضا

وأرجحت ابليل قِلة النساء على مستوى التمثيليات إلى عدة عوامل، لعل أبرزها يتمثل في “أن اللوائح الجهوية أعطت الطابع المحلي أكثر للترشيح النسائي مما كرس لفكرة (لديكن لائحتكن لماذا تتنافسون معنا)، ثاني شيء يتعلق بالقاسم الانتخابي لأنه لم يعد يعطي إمكانية نجاح الشخص الثاني ضمن اللائحة المحلية”.

وبالنسبة لحضور الشباب في المشهد الحزبي والسياسي المغربي، تقول مريم “لا توجد إلى حدود الساعة إحصائيات دقيقة، لكن لا بد وأن هناك تراجعا في هذا السياق، خاصة بعد إلغاء لائحة الشباب وهذا الإلغاء لم يُصاحبه أي إجراء بإلزام الأحزاب السياسية للشباب”.

فيما أكد هدان أنه “كان هناك إقبالا، لكن ليس بالشكل المطلوب، إذ نجد أن اللوائح الجهوية لم تعزز بشكل كبير هذه الممارسات، ولا زلنا نلاحظ أن دور النساء في العملية الانتخابية ليس أكثر من مجرد إكسسوار، هناك قلة من النساء من كن وكيلات لوائح، وبالتالي لا بد من جعل النساء والشباب في قلب العملية الانتخابية”.

“كذلك على رأس الأحزاب لا نلاحظ إلا أمينة عامة وحيدة، وكأن النساء والشباب لا يمثلون إلا شيء تكميليا، وهو الشيء الذي نرفض التأشير عليه” يختم عضو شبكة الرواد الشباب بتيفلت حديثه لـ”نقاش 21″.

انتقل إلى أعلى