يقرأ حاليا
ساكنة تمارة متذمرون.. ملفات ثقيلة في انتظار مجلس المدينة الجديد
FR

ساكنة تمارة متذمرون.. ملفات ثقيلة في انتظار مجلس المدينة الجديد

من الصعب اليوم إيجاد مدينة مغربية، تعرف من التوسع والتحدث ما تشهده مدينة تمارة. فقربها من العاصمتين الإدارية، والاقتصادية يمنحها طابع خاص، كما أن تواجدها قرب المحيط الأطلسي وحزامها الأخضر الممتد عبر مساحات غابوية شاسعة، يضفي عليها جاذبية من نوع آخر.

 

لكن رغم كل ما عرفته مدينة تمارة من نهضة شاملة، خلال السنوات الماضية، إلا أن العديد من المشاكل في مختلف المجالات ما تزال مطروحة على طاولة النقاش. فالساكنة تعلق آمالها لتحسين الأوضاع المزرية التي أصبحت تتخبط فيها المدينة.

مشاكل بالجملة

عبد الرحيم، مواطن يقطن بمدينة تمارة يقول في تصريح لـ “نقاش 21″، “البنية التحتية للمدينة مهترئة، فشوارع وأزقة تمارة تعرف حالة من الاختناق المروري، بالإضافة إلى ضعف قطاع الصحة وعدم التمكن من افتتاح بعض المستشفيات الجاهزة”.

وأكد المتحدث أن “المدينة تفتقد للمراكز الثقافية، فدور الشباب غير كافية، ومجموعة منها ما تزال مغلقة رغم جاهزيتها، وهذا يعكس انعدام الرغبة لدى المسؤولين في جعل الساكنة تستغل وتستفيد من هذه المرافق”. 

“كما يمكن وصف مدينة تمارة بقرية، وبعيدة كل البعد بأن تكون مدينة حضرية، فهي فاقدة لأبسط البنيات التحتية، التي يجب أن تعكس قربها من العاصمة، ولهذا فمجلس المدينة عليه الالتفات لهذه المشاكل”، يقول عبد الرحيم.

زينب هي الأخرى تتحدث بحرقة ل “نقاش 21” عن واقع قطاع الصحة بالمدينة حيث تؤكد أن “هذا القطاع بالمدينة هو في تدهور مستمر، لمراكز الصحة لا توجد بها التجهيزات أو المعدات الأساسية الكافية للعمل”. وأوضحت المتحدثة أن “المدينة يوجد بها مستشفى واحد وهو في وضعية يرتئ لها”.

فاطمة الزهراء، سيدة تقطن بالمدينة لما يزيد عن 20 سنة، تؤكد في تصريحها أن “تمارة تفتقر للمساحات الخضراء وانعدامها في بعض المناطق من المدينة، فالساكنة لا يوجد لها فضاءات من أجل الاستجمام والاستمتاع رفقة أطفالها، فالمدينة أصبحت عبارة عن إسمنت”.

وأضافت المتحدثة ذاتها، أن “من بين المشاكل التي تواجه الساكنة لحدود اليوم، هو عدم توفر بعض البيوت على قنوات الصرف الصحي، واعتمادها على ما يعرف بـ “المتمورة” وما يرافقها من مشاكل”.

فاطمة، شابة في مقتبل العمر، توضح في تصريحها أن “بعض البيوت بالمدينة لا تتوفر على المياه الصالحة للشرب، على الرغم من أنه من أبسط شروط العيش وضمان استمرارية الحياة، لهذا فالساكنة التي تعاني من هذا الأمر تضطر إلى اللجوء “للسقايات” أو طلب المياه من عند الجيران”.

وأردفت المتدخلة، أن “مشكل دور الصفيح لم ينتهي بعد، فهي منتشرة في العديد من المناطق، الشيء الذي يعيق تقدمها، خاصة وأن هذا الدور تعتبر وكرا لانتشار مجموعة من الظواهر الخطيرة في المجتمع”.

تفاقم المشاكل وقصر اليد

في هذا الإطار يؤكد موح الرجدالي، الرئيس السابق لجماعة مدينة، أن ” هذا يهم كل المدن، فالإشكال الذي تعاني منه المدينة، وكباقي المدن هو “قلة يد الجماعات التي ليست لها إمكانيات، خاصة مع جائحة كورونا”.

“وطبعا رغم كل المجهودات، لا تزال هناك إشكالات دعم البنيات التحتية وتهيئة الأحياء، بالإضافة إلى استمرار وجود ضعف في المجال الثقافي سواء على مستوى نقص “المكاتب، ودور الشباب…”، كما أن فضاءات استقبال المواطنين غير كافية” يقول الرجدالي.

إقرأ أيضا

تدخلات عاجلة

من جانبه شدد عضو المجلس الجماعي لمدينة تمارة، عن التجمع الوطني للأحرار، عبد الواحد النقاز أن “مدينة تمارة مأزومة بسب موجة التحضر العالية التي اجتحتها خصوصا في العشرين سنة الأخيرة، مما جعل وثيرة التعمير أسرع من وثيرة التجهيزات الأساسية المطلوبة في أي مدينة تضمن جودة العيش. كما أن القرب من العاصمة الرباط جعلها مجرد مدينة للنوم وتابعة خدماتيا للرباط”.

وأضاف المتحدث أن “تجارب التسيير السابقة خصوصا التي دبرها حزب العدالة والتنمية، والتي ناهزت 12 سنة كانت فاشلة والدليل هو واقع المدينة، وبالتالي ترك تركة ثقيلة للمجلس الحالي أساسها غياب التجهيزات الأساسية والمساحات الخضراء وفضاء الترفيه بل إن المجلس الحالي وجد الجماعة غارقة في ديون تناهز 40 مليار سنتيم بل إن المجلس الحالي لم يجد حتى مقر الجماعة بعد أن فوتته المجلس السابق بطريقة غريبة لصالح الخزينة العامة”.

بخصوص استراتيجية تيسير المدينة، يوضح النقاز أن “حزب التجمع الوطني للأحرار يسير المدينة بتحالف أغلبية مكون من ستة أحزاب، وبتالي فالمرحلة الحالية هي مرحلة ملائمة تصورات كل حزب في ما يخص مستقل التنمية وأولويات التدخل”.

“مرحليا الأغلبية المسيرة حاليا تقوم بإعادة بناء مؤسسة الجماعة أولا بما فيها تنظيم الإدارة الجماعة في أفق إعداد برنامج عمل الجماعة كما ينص على ذلك القانون التنظيمي 113/14″، يقول النقاز

وأكد في معقل حديثه أن “برنامج عمل الجماعة، سوف يكون معبر على تطلعات الساكنة، وسوف ينجز بشراكة مع المجتمع المدني وبتنسيق مع السلطات المحلية والمصالح الخارجية للدولة، فالكل في مدينة تمارة يعي أن المدينة في حاجة إلى برنامج تنموي استعجالي يصحح اختلالات السنوات العجاف”.

 وفي أخر تصريحه أقر عبد الواحد النقاز أنه  فيما يخص “التدخلات العاجلة، فقد تم إطلاق صفقة أشغال لتقوية أزقة وطرقات حي أولاد مطاع في المدخل الشمالي للمدينة بتكلفة تناهز 2 مليار سنتيم، ناهيك على أن هناك اتصالات حثيثة مع السلطات المحلية من أجل حل مشكل المستشفى الإقليمي، كما سيتم في الأشهر القليلة المقبلة تغيير واجهة المدينة عبر إصلاح شارع الحسن الثاني بشكل يليق بمركز المدينة”.

انتقل إلى أعلى