يقرأ حاليا
تشكيل الحكومة: ماذا يريد وهبي من أخنوش وماذا يريد لشكر من وهبي؟
FR

تشكيل الحكومة: ماذا يريد وهبي من أخنوش وماذا يريد لشكر من وهبي؟

فجأة وبعد نهاية الجولة الأولى من المشاورات الحكومية التي جرت أطوارها بمقر “الحمامة”، أطلق حزب الإتحاد الإشتراكي سهامه ضد حزب الأصالة والمعاصرة استعدادا للتموقع داخل الأغلبية المقبلة، وهي الرسائل “المسمومة” التي أكدت مصادر مقربة من وهبي لنقاش21 أن لشكر سيتلقى الرد المناسب عليها قبل “الويكاند”.

لقد بدا حزب الوردة وهو يدون سطور رسالته التي عنونها بـ “المبادئ والأهداف في تشكيل الحكومة” منتشيا بمقاعده المضاعفة، وهو ما عزز رغبته في التواجد داخل الحكومة خاصة أن الكاتب الأول قد يفقد كرسي رئاسة الحزب إذا لم ينجح في الوصول بالإتحاديين إلى سفينة التحالف.

لعب على التناقض

مضاعفته للمقاعد بالإضافة إلى اللعب على تناقضات الأصالة والمعاصرة قبل الإعلان عن نتائج انتخابات 8 شتنبر، هما أبرز الأسلحة التي ارتأى لشكر استعمالها لضرب غريمه وإخلاء الأجواء لصالحه.

فقد قال كاتب الرسالة، أن المشهد الحزبي لما بعد الاستحقاقات يبين المنحى التصاعدي لأحزاب بعينها، تضاعف عدد مقاعدها منذ الاستحقاقات السابقة، وكان الاتحاد جزءا من هذه الخارطة الجديدة، بحيث زاد عدد مقاعده بنسبة تقارب الضعف، ونفس الشيء لأحزاب أخرى، في حين تراجعت أحزاب القطبية المصطنعة، بشكل يوضح رسالة الناخب المغربي، أي أن لشكر يضع الأصالة والمعاصرة إلى جانب البيجيدي الخاسر الأكبر في هذه الإستحقاقات، ويقول لوهبي بطريقة مباشرة “مكانك في المعارضة إلى جانب من جمعك معهم تعبير عن النوايا”.

وأضافت الرسالة الإتحادية “يجب ألا ننسى أن طرفي القطبية المصطنعة، حاولا قبيل الاستحقاقات، تكييف المناخ السياسي، ووضع إطار لعملهما، معا، وإذا كنا نؤمن بحرية كل الأحزاب في اختيار اصطفافاتها، فلا يمكننا أن نغفل قراءة القرار الشعبي الواضح والمسؤول، وإن الحزب الذي يطمح إلى القيادة السياسية بواسطة الإنتخابات، يُسقط طموحه في هذا الباب عندما يرتبه الرأي العام في الصف الثاني، لا سيما عندما يكون قد اختار حليفه السياسي، ورافع ضد الفائز في الانتخابات قبل فوزه”.

فقد ظل وهبي يتحدث عن المال غير المشروع في الإنتخابات، وكانت تصريحاته قد وصلت إلى قيادة التجمعيين التي بعثت بدورها ردا تخبر من خلاله الرأي العام أن اتهامات وهبي ناتجة عن ذهول أصابه بعدما اتضح له توجه الحمامة نحو الإكتساح ونحو نيل رضى المغاربة.

لدى فمن البديهي أن يخرج حليف الأحرار “الإتحاد الإشتراكي” لتذكير وهبي بـتاريخ ما قبل فوز الأحرار، وقد قال مهدي مزواري أحد قياديي الإتحاد في حوار سابق مع نقاش21، أن الإتحاد لن يتموقع إلى جانب “البيجيدي ومن يحومون حوله”، في إشارة منه إلى تقارب البام والمصباح، مؤكدا أن “البام قد اختار تحالفه”.

فلشكر في هذا المسلسل يتوق لمقعد مهم في الحكومة كي يحافظ على “الكاتب الأول” للإتحاد وكي لا يمارس المعارضة إلى جانب إخوان سعد الدين العثماني، وخروج البام للمعارضة سيعبد له هذا الطريق، أما وهبي فلا يمكنه المقامرة بحزبه لولاية أخرى في المعارضة، ولا يمكنه المغامرة بالأعيان المشكلين لنواة البام لخمس سنوات أخرى، لذلك فمهما كان أخنوش بالنسبة له خطرا أو عدوا فلا مناص من التوافق معه في تحالف براغماتي يمنحه حقائب وزارية لأول مرة منذ تأسيسه.

حمى الحقائب 

بالنسبة للباحث في العلوم السياسية محمد شقير، فإن التصريح الأخير لوهبي حول تجاوز التموقعات والإشارات الإيجابية التي صرح بها رئيس الحكومة المعين هي بالونات اختبار بإمكانية تشكيل حكومة  قوية ومنسجمة من الطرفين إلى جانب حزب الاستقلال الشيء الذي لا يرغب فيه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إذ أن دخول الأصالة إلى الحكومة لن يترك له إلا الفتات في أي توزيع للحقائب.

إقرأ أيضا

فتركيز لشكر على مصطلح التناوب والإرادة الشعبية والإبتعاد عن القطبية المصطنعة هو محاولة منه لتأليب التجمع على البام لإقصائه، في حين أن التذكير بالتناوب هو محاولة من الحزب لتحفيز التجمع على تشكيل ائتلاف يضم التجمع إلى جانب كل من حزب الاستقلال والاتحاد بينما الاستناد إلى الإرادة الشعبية هو تبرير قد يرتد على الحزب حيث من المفروض أن هذه الإرادة الانتخابية إذا ما اتبعت أن تكون في صالح الحزب الذي حظي بالمرتبة الثانية، بالإضافة إلى أن هذا الحزب اذا استندنا إلى مبدأ التناوب فهو الذي من المفروض أن ينضم إلى الائتلاف بحكم أنه منذ تأسيسه لم يمارس الشأن الحكومي في الوقت الذي كان حزب الاتحاد الاشتراكي  ضمن الحكومة السابقة وكان أحد قيادييه رئيسا لمجلس النواب.

ومن جانبه أكد حسن بلوان، الباحث في العلوم السياسية، أن خروج بعض الأصوات لمطالبة البام بلعب دور معارضة قوية في المشهد السياسي المقبل لا يرتبط دائما بعقلنة المشهد الحزبي بقدر ما يفسر الصراع على الحقائب الوزارية نظرا للضغط الذي تمارسه أطر الأحزاب على زعمائها.

فبعد أن أعلن عبد اللطيف وهبي بأن حزبه تجاوز سوء الفم الكبير مع حزب اخنوش واستعداده للمشاركة في الحكومة، ثارت حفيظة الاتحاد الاشتراكي الذي لم يعد ينظر إلى نفسه خارج الأغلبية.

وأكد الباحث أن موقفه ليس جديدا بل عبر عنه في حملته الإنتخابية، كما أكد عليه بعيد استقباله من قبل رئيس الحكومة المعين حيث دعا بوضوح إلى استكمال التحالف بينهما لاستكمال الأوراش السابقة، ومن تم لابد من استبعاد حزب الاصالة والمعاصرة.

كما أن موقف لشكر جاء كرد فعل على تصريحات عبد اللطيف وهبي الذي صرح بأن الانتخابات الأخيرة أفرزت أغلبية قوية ومنسجمة معبرة عن إرادة الشعب، وهو ما يفهم منه استبعاد الاتحاد الاشتراكي وباقي الأحزاب ذات “الوظيفة التكميلية، يقول الباحث.

انتقل إلى أعلى