يقرأ حاليا
بنبلا: الفنانون المغاربة مُتقدمون بأشواط على دول أخرى
FR

بنبلا: الفنانون المغاربة مُتقدمون بأشواط على دول أخرى

انطلقت عجلة الفَن والثقافة في المملكة المغربية باستئناف دورانها، بعد توقفها لأشهر طِوال، إثر ما تفرضه التدابير الاحترازية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا، فاحتضنت الرباط معرض “الفن عبر ثلاثة أجيال” الذي يضم أعمالا فنية لكل من إيمان فرياني، وعبد الهادي بنبلا، رفقة ضيف شرف المعرض جون باتيست فالادي، في الفترة المُمتدة من 2 إلى 18 أكتوبر القادم.

 

فنانون كُثر عبروا عن فرحتهم العارمة، ببث روح الأمل في الحياة الثقافية والفنية بالمغرب، من بينهم عبد الهادي بنبلا، فنان تشكيلي ورئيس الجمعية الوطنية للتشكيليين العصاميين، المُشارك في معرض “الأجيال الثلاثة”، برواق باب الكبير بقصبة الأودية، بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة.

“الفنان الحقيقي هو الذي يتوفر على عُمق في الرسالة، لأن مسؤولية الفنانين هي الرؤية الخارجية، خاصة في ظل تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، والأمراض المُتفشية،” بهذه الكلمات انطلق عبد الهادي، مُتحدثا عن لوحاته التعبيرية التي تتراقص في مفاهيم السوريالية.

حين ينصهر الفنان مع لوحاته

يُمثل عبد الهادي، الجيل الثاني، في المعرض الفني، إذ في مجموعاته، ينصهر مع شخصياته ليُبدع في رسم لوحات بحدود مُبهمة، يتماهى فيها مع أعمالها، الشيء الذي عبر عنه بالقول، “من خلال اللوحات الشخصية أشتغل على السوريالية الرمزية، التي تُمثل البُعد الثالث لمفهوم الصورة، فدائماً ما أبحث في الصورة على الشيء المُختفي، إما وُجوه أو كلمات، وأتعامل مع اللون بمفهومه السيكولوجي، بحيث أنه لكل لون معنى ولكل معنى كلمة”.

“الأزرق هو الأمل، والأحمر إذا امتزج مع الأبيض فهو حب، وإذا امتزج مع الأسود فهو حزن، والأخضر هو الحياة، والأصفر هو المال والذهب والصحراء، وكوكب مارس، إما يكون مادة أو خلاء” يمضي عبد الهادي في حديثه لـ”نقاش 21″ منسجما في الكشف عن تجليات الألوان في لوحاته.

وعن السوريالية، يقول إنها “بالنسبة لي رسالة مخفية، على المُتلقي أن يجتهد من أجل فهمها، وليس على الفنان أن ينزل إلى مُستوى المُتلقي، إذن علينا كمجتمع مدني أو كمسؤولين على وزارة الثقافة، محاولة توظيف الفن في المناهج الدراسية، من أجل تربية الأجيال الصاعدة على أهمية الفن، حتى يرتقي الذوق، لأنه لا يمكن أن تتقدم الدول والشعوب إلا بفنونها وثقافتها”.

المغاربة كسروا حدود العالم بفنهم

نجح الفنانون المغاربة، في إيصال مشاعرهم عبر فنهم الذي كسر قيود الحدود، فاجتاح دولا عالمية بالجُملة، وهو ما جعل عبد الهادي يسترسل في حديثه قائلا: “الفنانين المغاربة متقدمون بأشواط على دول أخرى، وفنانين آخرين، لا من حيث المبيعات ولا من حيث التطور الفكري، لدينا مُستوى راقي، خاصة بعد خروجنا من التبعية لبعض الدول، لكن المشكلة في الفن المغربي، هو انعدام التقنين والتخبط في الفوضى، وأن جُل الفنانين يعيشون على مساحة من الهواية، وبات من الصعب التفرقة بين الفنان المحترف وبين الهاوي قانونيا، وهذه مُعضلة”.

إقرأ أيضا

“الفن بالنسبة لي يتجلى في حب الشيء ورؤية الشيء وطريقة عمل الشيء، حين تمتزج هذه الأمور الثلاثة يكتمل الفنان، وحين تنقص إحداهما يُصبح لدينا مُجرد رسم” يؤكد عبد الهادي، مُشيرا إلى أن “جائحة كورونا هناك من استفاد منها، ومنهم ممن لا يتعامل مع الفن كشيء احترافي، إذ أنه إن كان للفنان مدخولا آخرا، بإمكانه الإبداع في الفن، أما إذا كان الفنان يعتمد على فنه كوسيلة للدخل، فإنه كأي إنسان سيُرهق، ولن يستطيع في الغالب تلبية كافة احتياجات الحياة اليومية، إذن هناك من يبحث ويُطور، لكن الفن مرهون بالمادة”.

وبخصوص المعارض الفنية الافتراضية، التي تم تنظيمها على طول فترة إقرار الإغلاق الناتج عن التدابير الاحترازية، يقول عبد الهادي “لا أرى أي نجاح لها، لأن النجاح في المجال الفني هو اللقاء الذي سيجمع الفنان مع المُتلقي” مؤكدا أن “كورونا جعلت العديد من الفنانين يعملون من أجل إرضاء المتلقي، بهدف جعل الفن تجارة مُربحة”.

انتقل إلى أعلى