يقرأ حاليا
المغرب وتركيا.. صفقات أسلحة متطورة
FR

المغرب وتركيا.. صفقات أسلحة متطورة

12،8 مليار دولار أمريكي، هي الميزانية التي خصصها المغرب لـ “شراء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية”، بحسب مشروع قانون المالية لسنة 2022. وتعد تركيا من أهم الوجهات التي يقصدها المغرب لتعزيز ترسانته العسكرية.

 

ويعرف هذا المجال منافسة شرسة بين الدول الكبرى، ومن ضمنهم تركيا، التي أضحت رائدة في مجال صناعة الأسلحة كالطائرات المسيرة، والمروحيات الهجومية، ومنظومات الحرب الإلكترونية…

وفي ظل رغبة المغرب في تنويع عتاده العسكري، ومصادر تسلحه بالإضافة إلى تعزيز قدراته الدفاعية، وجه بوصلته نحو تركيا للحصول على مختلف الأسلحة، ففي الآونة الأخيرة وحسب تقارير إعلامية وطنية ودولية، فقد أبرم المغرب صفقات عسكرية كبرى، أهمها صفقة مع تركيا قيمتها 50 مليون دولار أمريكي، لشراء منظومة الحرب الإلكترونية التركية “كورال”.

وأكدت تقارير اخرى نشرتها “تي آر تي” التركية، أنه في أبريل الماضي تم توقيع صفقة بين البلدين للحصول على 13 طائرة مسيرة من طراز “بيرقدار تي بي 2″، كما تحتوي الصفقة على 4 محطات أرضية للتحكم في الطائرات المسيرة، وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا العقد 70 مليون دولار أمريكي.

وحسب العديد من المصادر، فإن المغرب أصبح من أكثر الدول شراء للأسلحة التركية خلال السنوات الأخيرة. ففي شهر شتنبر المنصرم عرفت الواردات المغربية من الأسلحة التركية ارتفاعا ملحوظا وصل إلى 62 مليون دولار أمريكي.

إذن ما هو سر التقارب المغربي التركي في مجال الأسلحة؟ ولماذا التوجه إلى تركيا كمورد أساسي؟

في هذا السياق يؤكد تاج الدين الحسيني، خبير في العلاقات الدولية، في تصريح لجريدة “نقاش 21” أن هذا التقارب “انطلق بشكل نوعي سنة 2004 خاصة مع توقيع اتفاقية التبادل الحر، وهذا يعني ازدهار العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال تطبيق مبدأ رابح رابح، فهو من يهيمن على العلاقة المغربية التركية. ومع وصول حزب العدالة والتنمية لسدة الحكم خلال المرحلة الموالية زاد استبشار القيادة التركية خيرا، في تأطير هذا التعاون”.

فالمبادلات التجارية تضاعفت خلال السنوات الأخيرة خمس مرات، كما أن هذا التبادل الاقتصادي لم يمس الميدان التجاري فقط، بل تجاوزه ليصل إلى الميدان العسكري، خصوصا وأن تركيا عرفت خلال العقد الماضي تطورا على مستوى تصنيع الأسلحة فحسب، إحصائيات لمجلة “ديفينس نيوز” الأمريكية، فإن شركتين تركيتين من بين أقوى 70 شركة عالمية متخصصة في صناعة الأسلحة حيث احتلت شركة “أسيلسان” التركية المرتبة رقم 48 عالميا، فيما احتلت الشركة التركية لصناعات الفضاء المرتبة رقم 68 بين أقوى شركات السلاح في العالم.

وأردف المتحدث، أن من بين أسباب التوجه نحو السوق التركي هناك “مسألة التكلفة، فالمغرب سيستفيد في إطار اتفاقية التبادل الحر، من استيراد هذه الأسلحة دون أية قيود، كما أن تكلفة هذه الأسلحة ستكون جد معتدلة بالمقارنة مع باقي الأسواق العالمية الأخرى. فمن المعلوم أن المنتجات التركية معتدلة التكلفة ولعل توجه المغرب لسوق السلاح التركي، لما وجد فيه من جودة وبأقل تكلفة”.

فالقيادة التركية لا توجد بها تعقيدات لبيع الأسلحة، يشرح المتحدث، “فالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يمكن أن تواجه اعتراض الكونغرس على صفقة من صفقات بيع الأسلحة، ونفس الأمر ينطبق على بعض الدول الأوربية، لكن بالنسبة لتركيا فالأمر على العكس من ذلك”.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، أن مصير العلاقات بين البلدين مبشر بالخير ولو كانت هناك بعض النواقص.

وأوضح المتحدث، أن المغرب “لا يقتني الأسلحة فقط من أجل مواجهة العدوان المحتمل أن يأتي من الجزائر، لكنها مسألة مرتبطة بحماية الشواطئ المغربية الممتدة عبر واجهتين، بالإضافة إلى مواجهة الأخطار الإرهابية، وشبكات تهريب المخدرات وغيرها”.

إقرأ أيضا

في نفس الوقت، فإن “المغرب واع بأن هذا النوع من التسلح يهدف إلى تحقيق نوع من التوازن على مستوى القوة، خاصة مع الجزائر، التي اعتبرت أن أمنها واستقرار قوتها لا يكمن إلا في وجوب إضعاف محيطها الذي لا يوجد به سوى المغرب. وبالتالي هناك تسلح رهيب تقوم به الجارة الشرقية خلال السنوات الماضية”.

وبالإضافة إلى ما سبق، فإن السلاح يمكن اعتباره آلية من آليات ضمان التوازن الإقليمي، فكلما تفوق أحد الأطراف في منطقة إقليمية على حساب دولة أخرى إلا وكان نذير شؤم قد يؤدي إلى اندلاع الحرب”، يقول أستاذ العلاقات الدولية.

وفي نفس هذا الإطار أوضح الدكتور في الدراسات الإستارتيحية والأمنية، محمد الطيار، في تصريح لجريدة “نقاش 21” أن الصناعة التركية على مستوى تصنيع الأسلحة أبانت عن قدرة عالية، مما جعلها تتبوأ مراتب متقدمة سواء على مستوى الصناعة أو التجارة في مجال الأسلحة.

وحسب المتدخل فالدليل على هذا الكلام، هو “ما برهنت عليه الطائرات بدون طيار من كفاءة خلال الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، فالشركات التركية أصبحت تنافس كبريات الشركات العالمية خاصة الأمريكية والإسرائيلية”.

وفي معقل تصريحه ل “نقاش 21” أضاف الطيار، أن المملكة ” راهنت على اقتناء أجود الأسلحة التركية، خاصة فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار التي تعتبر اليوم منافسا شرسا للصناعات العسكرية لبعض الدول”.

 

انتقل إلى أعلى