يقرأ حاليا
حين أقرَّ الحسن الثاني “الراس مبخر” و”العدس بالخليع” أطباقا ملكية!(2/4)
FR

حين أقرَّ الحسن الثاني “الراس مبخر” و”العدس بالخليع” أطباقا ملكية!(2/4)

محمد الصديق معنينو، الصحافي والكاتب والمسؤول السابق بوزارة الاتصال، التقاه “نقاش 21” وروى جُملةَ من الأحداث التاريخية التي عايشها، والتي وُثق جزء منها في سلسلة كُتبه “مغرب زمان”، مُعتبرا أن “الذاكرة جزء أساسي من التربية والنخوة الوطنية، ولا بد من الحفاظ عليها، لأنها تقدم نوعا من الاستقرار النفسي للمغاربة، يجب الحفاظ عليها، حتى أن العلم الوطني ليس مجرد ثوب أحمر بنجمة خضراء بل هو تاريخ طويل”.

“ما يمكن أن أقوله هو أن الملك الحسن الثاني ترك بصمة قوية في تاريخ المغرب”، هكذا انطلق معنينو متحدثا عن عدد من القرارات التي اتخذها الملك الراحل الحسن الثاني والتي لا يزال صداها حيا في قلوب المغاربة، ومنها “سياسة السدود، التي عارضها عدد من اليساريين في المغرب، وتحدث عنها الرئيس الجزائري آنذاك بسلبية، لكن الشعب الجزائري الآن وبعد سنوات طِوال يُعانون من أزمة المياه، ويحاولون جاهدين تدارك الأمر ببناء السدود” يقول معنينو.

وتكلم معنينو، عن اهتمام الملك الراحل الحسن الثاني بأدق التفاصيل، بما فيها تفاصيل الوليمة الملكية التي كانت تُقام آنذاك، ونوعية الأكل المُدرج بها، من قبيل “الراس المبخر” و”العدس بالخليع” و”الكسكس” وغيرها من الأطباق التي تم إدراجها ضمن الأكل الملكي لأول مرة بقرارات من الملك الراحل الحسن الثاني، في بداية الستينيات، ليتم تقليده فيما بعد من باقي طبقات المجتمع.

 

أما عن علاقة الملك الراحل الحسن الثاني مع الإعلام، فيقول معنينو في حديثه لـ”نقاش21″: “أتذكر جليا كواليس خطاب العرش ليوم 3 مارس في سنة 1973، حيث قرر الملك بث الخطاب بالألوان، من أجل إطفاء شرارة الأحداث التي حصلت قبلا، ويتعلق الأمر بكل من أحداث الصخيرات في 1971، وأحداث 16 غشت 1972، ومن أجل إرسال رسالة للمواطنين مفادها أن الصفحة قد طُويت، وأن البلاد بخير”.

حين يغضب الملك
“كلفني المدير العام للتلفزيون آنذاك بمرافقة التقنيين الفرنسيين المكلفين بوضع آلات التصوير في “دار الفاسية” حيث اختار الملك أن يسجل فيها أول خطاب العرش بالألوان، وهي دار من الطراز التقليدي المغربي، تتواجد بقلب القصر الملكي بمدينة فاس” يتابع المتحدث نفسه الذي شهد على تفاصيل الأحداث حضورا وإشرافا.

يقول معنينو في حديثه لـ”نقاش 21″: “أمام مكتب الملك كانت توجد طاولة عليها جهاز تلفاز صغير، كان الملك يشاهد من خلالها صوره وهو يلقي الخطاب، غير أن المخرج الفرنسي طلب بإزالتها، ثم طلب تغيير موضع مكتب الملك ليتناسب مع زاوية التصوير، فأجابه الحُراس بأنهم لا يستطيعون تغيير موقع المكتب، فاقترح عليهم أن تتم إزالة نافورة كانت تقع وسط الدار، فشرع أحد العمال في هدمها، ثم فوجئ الجميع بالملك يطل علينا بالبيجامة، آمرا بوقف ضربات المطرقة الحديدية التي كانت أصداؤها تهز أركان البيت، توقف الهدم، وأرجعت الطاولة والتلفاز حيث كانا، وقال الملك للمخرج الفرنسي “قم بعملك وأنا أقوم بعملي”.

انتقل إلى أعلى