يقرأ حاليا
 شبح مقاطعة الإنتخابات.. الشرقاوي: “غير منتج ولا أساس له وبدون بدائل”
FR

 شبح مقاطعة الإنتخابات.. الشرقاوي: “غير منتج ولا أساس له وبدون بدائل”

مع انطلاق الحملة الانتخابية بالمملكة، تعالت أصوات تنادي بمقاطعة استحقاقات 8 شتنبر، مؤكدين على أن “الانتخابات تعيد نفس الوجوه، ولا تحمل أية رهانات لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية”.

ويقود هذه الحملة كل من حزب النهج الديمقراطي وجماعة العدل والإحسان، بالإضافة لبعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. وهي الحملة التي اعتبرها الأستاذ الجامعي، والمحلل السياسي عمر الشرقاوي “غير منتجة ولا أساس لها، ودعاة هذه المقاطعة لا يقدمون بدائل واضحة.”

وقد عرفت الكتلة الناخبة في هذه الاستحقاقات ارتفاعا بزيادة مليونين  و280 ألف ناخب جديد، بحيث انتقال العدد من 15 مليونا و702 ألف و592 ناخبة وناخب خلال انتخابات 2016 إلى 17 مليون و983 ألف و490 ناخب هذه السنة.

وكذا ارتفاع عدد المترشحين للانتخاب التشريعية إلى 5.046 مرشح برلماني خلال انتخابات 8 شتنبر، بدل 4.742 مرشح خلال استحقاقات 2016، أي بزيادة 304 مرشح برلماني إضافي، وأيضا ارتفاع عدد الترشيحات المقدمة المتعلقة بالجماعات الترابية إلى 157.569 مرشح خلال استحقاقات 8 شتنبر، مقابل 130.925 خلال استحقاقات 2015 أي بزيادة تفوق 20 بالمائة، وهو ما يعادل 26.644 ترشيح إضافي”.

 المقاطعة، “انتصار” للديمقراطية؟ 

أعلن حزب “النهج الديمقراطي” ذو المرجعية الماركسية مقاطعته الانتخابات المقبلة، لأنه يرى أن “العملية الانتخابية يؤطرها تقطيع انتخابي مخدوم وغير منصف ولا ديمقراطي ولوائح انتخابية تفتح الباب أمام التزوير”.

وأضاف في بيان له أن “جل الأحزاب تخوض حملات انتخابية غير نظيفة يستعمل فيها المال والوعود الكاذبة والزبونية والضغوط المختلفة، وتقدم مرشحين لا تتوفر، في أغلبهم، النزاهة والاستقامة، وهمهم الوحيد هو الوصول إلى المقعد في مجلس النواب لخدمة مصالحهم الخاصة ومصالح ممولي حملاتهم الانتخابية. وتقدم للأحزاب التي ترضى عليها الإدارة العديد من وسائل الدعم المادية والإعلامية”.

ويؤكد الحزب نفسه إصراره “على تنمية وتطوير المقاطعة التلقائية إلى مقاطعة واعية بطبيعة النظام السائد وعدم قابليته للتغيير لصالح الشعب بواسطة انتخابات متحكم فيها ومؤسسات منتخبة وحكومة لا حول ولا قوة لها في اتخاذ القرارات وفرض الاختيارات والسياسات المصيرية بالنسبة له وللأجيال القادمة”، بحسب البيان نفسه.

وفي السياق ذاته، اعتبر القيادي في العدل والإحسان، أبو بكر الونخاري، أن “مقاطعة الانتخابات “انتصارٌ للوطن، والديمقراطية، ولحقوق الناس في أن يكون لهم خيار وتأثير”.

وأكد الونخاري في تدوينة فيسبوكية له، أن “المقاطعة، عكس ما يزعم الزاعمون أنها عدمية، هي الأمل عينه في وطن يصون مواطنة الناس، بأن تكون لهم الكلمة الفصل فيمن يحكمهم، لا أن ينساقوا بالتدليس للتصويت ثم ترمى أصواتهم في مكبّ نفايات السياسة، وقد ثبت فعليا في ميزان السياسة المغربية أن 39 أكبر من 126”.

استحقاقات 2021 ستعرف مشاركة أكبر

عمر الشرقاوي أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بكلية الحقوق المحمدية، أوضح أن “إعلان العدل والإحسان، المقاطعة والتجييش لها ليس بجديد، بل هي استراتيجية للجماعة منذ الثمانينيات ولحدود الآن، مع كل استحقاقات انتخابية تدعو للمقاطعة.”

وأوضح الشرقاوي، أن “هذه الدعوى لا تتأسس على موقف رصين، بل هو موقف كلاسيكي من طرف العدل والإحسان، يُصاحب كل المحطات الانتخابية، مشددا على أن “مشكلة دعاة المقاطعة أنهم لا يقدمون بدلائل، فيما الداعون للمشاركة يبررون ذلك بأن الصوت الانتخابي هو السبيل لتطوير مؤسسات الدولة”.

وأشار الشرقاوي إلى أنه “يجب أن نميز بين أنواع المقاطعة، لشخص ليس له أية دوافع أيديولوجية أو سياسية، وبين المقاطعة كقرار وموقف سياسي إيديولوجي يتم التنظير له”.

دعاة المقاطعة بدوافع أيديولوجية، يقول الشرقاوي، يدفعون نحو التأزيم، ونحو المجهول، وهذا ما يجعل دعواتهم لا تلقى صدىً كبيرا، وما يثبت ذلك هو أن “عدد المسجلين الجدد في القوائم الانتخابية فاق مليونين وربع مليون، ليصل عدد المسجلين حوالي 18 مليونا”، مؤكدا على أن “ارتفاع أرقام المسجلين في اللوائح الانتخابية سيزيد من المشاركة في الانتخابات، رغم كل هذه الدعوات التي تقودها بعض الجهات.”

انتقل إلى أعلى