يقرأ حاليا
أكادير.. مشاريع كبرى مرتقبة..كيف يدفع أخنوش في اتجاه جعلها قطبا اقتصاديا؟
FR

أكادير.. مشاريع كبرى مرتقبة..كيف يدفع أخنوش في اتجاه جعلها قطبا اقتصاديا؟

بعد الإستحقاقات الانتخابية التي جرت أطوارها في الثامن شتنبر الجاري، ينتظر المغاربة من المنتخبين الذين منحوهم أصواتهم، أن يلتزموا بتنفيذ المشاريع التنموية الملحة بمختلف جهات ومدن المملكة.

مدينة أكادير واحدة من المدن المنتمية لجهة مهمة من حيث قطاعات الفلاحة والصيد البحري، ومن حيث جاذبيتها السياحية، وينتظر سكانها تنزيل عدد من الأوراش التي تم التوقيع عليها في برنامج التنمية الحضرية لأكادير.

ستة مشاريع

في فبراير من سنة 2020، ترأس الملك محمد السادس حفل إطلاق برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، فاستبشر اقتصاديون ومنتخبون خيرا بالمدينة وما سيحمله برنامج بغلاف مالي يقدر بـ 5991 مليون درهم، من منفعة للساكنة.

فمن المرتقب أن يكتمل خلال السنوات الثلاثة القادمة بناء أوراش عدة ستغير من ملامح المدينة بالكامل، مما سيمكنها من الإرتقاء إلى مصاف الحواضر الحاملة لمواصفات المدن العصرية التي دخلت سجل الحداثة والمدنية، وذلك بعمل المنتخبين الجدد ورئيس الجماعة عزيز أخنوش الذي تم انتخابه صبيحة اليوم الجمعة، على تتبع وتنزيل المحاور الستة الأساسية التي ركز عليها البرنامج التنموي.

أما المحور الأول فيهم إنجاز الخط الأول للحافلات ذات جودة عالية لمدينة أكادير يمتد على طول 15,5 كيلومترا، ويربط ميناء أكادير بحي تيكوين، والمناطق الصناعية المحيطة به، مرورا بالحي الإداري للمدينة وشارع الحسن الثاني، وسوق الأحد وشارع الحسن الأول والمركب الجامعي ابن زهر، والمنطقة الصناعية لتاسيلا.

فيما يتعلق المحور الثاني من البرنامج بتقوية البنيات التحتية وتحسين انسيابية التنقلات بأكادير، ويهم إنجاز الشطر الأول للطريق المداري الشمال -الشرقي على طول يناهز 25 كيلومتر يربط مطار أكادير المسيرة بالميناء التجاري للمدينة، وتهيئة منشآت فنية، وخلق مداخل جديدة للمدينة انطلاقا من هذا الطريق، والشروع في إعادة تهيئة الطريق السريع.

وفي شق ثالث يتحدث البرنامج عن التهيئية الحضرية للمنطقة السياحية بأكادير والرفع من جاذبيتها، من خلال إنجاز عدد من المشاريع لاسيما إعادة تأهيل كورنيش المدينة، وإحداث مرافق عمومية (مركز المعلومات السياحية، ومتحف تيميتار)، والربط الأفقي للمدينة بالمنطقة الشاطئية، وتأهيل الشبكة الطرقية بالمنطقة السياحية وشبكة الإنارة، وتأهيل المساحات الخضراء بالمنطقة، وتأهيل وإعادة هيكلة حديقة وادي الطيور، والارتقاء بالمنطقة الشاطئية وإحداث وتأهيل مسارات سياحية موضوعاتية (المسار التجاري، والمسار الترفيهي، والمسار الثقافي، والمسار الرياضي).

كما يهم البرنامج العمل على المحافظة على المحيط البيئي وإنشاء وتأهيل الفضاءات الخضراء، ويتعلق الأمر بإحداث منتزه تيكوين (28 هكتار)، ومنتزه الإنبعاث (25 هكتار)، وتأهيل وإعادة هيكلة منتزه ابن زيدون وحديقة أولهاو (15 هكتار)، بالإضافة إلى مجموعة من الحدائق.

أما المحور الخامس فيسعى إلى تعزيز المنشآت الدينية ودور العبادة بالمدينة وتثمين التراث والاهتمام بالتنمية الثقافية، ويشمل بدوره شق “رعاية الشأن الديني”، وشق “حماية وتثمين تراث المدينة” وشق الإنعاش الثقافي.

بينما يرتبط المحور السادس بتعزيز التجهيزات الاجتماعية الأساسية، ويهدف إلى استكمال تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، ومواكبة النمو الديموغرافي والتوسع العمراني للمدينة، وكذا تحسين إطار عيش المواطنين. وتم أيضا برمجة مجموعة من المشاريع في هذا الصدد، والتي تهم أساسا قطاعات الشباب والرياضة والصحة والتعليم والأنشطة الاقتصادية والتجارية للقرب، والساحات العمومية وتجهيز فضاءات ترفيهية بالأحياء الآهلة بالسكان.

 العمدة السوسي

شكلت أكادير على الدوام قلعة للتنافس الانتخابي بين المكونات السياسية، واللافت هذه السنة، بالنسبة لحسن بلوان، الباحث في العلوم السياسية،  أن حزب الحمامة برئاسة عزيز أخنوش ركز على هذه المدينة وأفرد لها برنامجا خاصا لقي استحسان الناخب ليس فقط في المدينة وإنما تعداها إلى باقي مناطق الجهة المرتبطة بها، وهو ما يفسر اكتساح الحمامة لجميع الدوائر والقوائم الانتخابية.

وقال بلوان أن أخنوش يتوفر على جميع مقومات النجاح التي ستسهل عملية النهوض بالمدينة وتحقيق تطلعات ساكنتها، خاصة اذا تم استحضار المؤشرات المتعلقة بارتباط عزيز أخنوش بالمنطقة باعتبار نشأته وأصوله السوسية، وقد شغل مجموعة من المناصب الإنتدابية في المنطقة قبل استوزاره في الحكومات السابقة.

بالإضافة إلى ذلك يقول الباحث، فالعمدة الجديد يتوفر على كفاءة عالية أبان عنها في إدارته الحكومية والحزبية والجهوية التي تتماهى فيها ريادة الأعمال والخبرة، ثم حنكة رئيس المجلس الجماعي في اختيار فريق العمل المناسب وقدرته على استقطاب الكفاءات من النساء والشباب.

ووصف المتحدث أخنوش برجل التوافقات والعمل الجماعي والكاريزما السياسية التي “جعلته يحيي حزب الحمامة من سبات وتصدر الإنتخابات” مؤكدا أنه قادر على بلورة المشاريع الكبرى في مدينة أكادير، هذا بالإضافة إلى أن مكانة وحمولة رئيس الحكومة ستساعد في تيسير الأوراش الكبرى التي سطرها في المدينة.

ومن جهة أخرى فإن أغلب المشاريع التي وعد بها أخنوش ساكنة مدينة أكادير اقتبسها من مضامين الأوراش الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس الذي يولي أولوية هامة لمدينة أكادير خاصة فيما يتعلف بالتهيئة الشاملة للمدينة 2020-2024 التي ستحول المدينة الى مركز خضري وحضاري عالمي لما تتوفر عليه من مؤهلات اقتصادية وسياحية وثقافية رائدة.

بأعين محلية

وجهت نقاش21 سؤال “كيف وبأي مؤهلات يمكن أن يقود أخنوش المدينة نحو الصدارة الإقتصادية”؛ لفاعلين مدنيين ومتتبعين للشأن المحلي بأكادير، فأجاب توفيق السميدة، أن المجلس الجماعي مطالب بتوفير الإلتزامات المالية في وقتها المحدد لكي تنجح المشاريع، لأن الأخيرة لها آجال محددة، كما أكد على ضرورة توفر الجماعة على الكفاءة الكافية لمتابعة شركات التنمية التي عهد إليها تنزيل المشاريع.

فقد عهد تنفيذ برنامج التنمية الحضرية لأكادير، إلى شركة أكادير سوس ماسة للتهيئة، وشركة التنمية المحلية المكلفة بالحركية، وشركة التنمية السياحية الجهوية، بالإضافة إلى شركاء آخرين.

بالنسبة لتوفيق، فإن العمدة الجديد ستكون له قيمة مضافة باعتباره رئيسا للحكومة في نفس الوقت، وبالنظر لتجربته في وزارة الفلاحة، وما راكمه من علاقات ستسهل الحصول على التمويل الذي يمثل أكبر هاجس بالنسبة للمدينة، علما أن جماعة اكادير لها النصيب الأوفر من ميزانية البرنامج التنموي، والذي يصل تقريبا إلى الثلث.

ولم يخفي الفاعل المدني ثقته في عدد من المنتخبين بالمجلس الجماعي بحكم معرفته بهم، وفي قدرتهم على مواكبة المشاريع، مؤكدا في نفس الوقت أن المجتمع المدني في أكادير سيظل حاضرا بقوته الإقتراحية، وبتتبعه للمشاريع ولعمل المجلس في إطار المقاربة التشاركية، كآلية “نطلب من أخنوش الإحتكام إليها طيلة مدة انتدابه”.

وعبر المتحدث عن أمله في رؤية مدينته شامخة ومزدهرة بعدما عاشت مدة طويلة في ظل الاقصاء والتهميش. “أكادير بحاجة إلى المزيد من المشاريع لجعلها قطبا استثماريا يربط بين الجنوب والشمال”.

 

انتقل إلى أعلى