يقرأ حاليا
دراسة: 80% من المغاربة يعتبرون البكارة “دليل العفة”.. سوسيولوجي يكشف لـ”نقاش 21″ النواقص
FR

دراسة: 80% من المغاربة يعتبرون البكارة “دليل العفة”.. سوسيولوجي يكشف لـ”نقاش 21″ النواقص

كشفت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية بعنوان “الحريات الفردية بالمغرب… تمثلات وممارسات”؛ عن مجموعة من الأرقام والاحصائيات التي تهم عددًا من المواضيع التي تدخل في سياق الطابوهات داخل المجتمع المغربي، ومن بينها  العلاقات خارج إطار الزواج، و ارتداء الحجاب.”

 

ومن أبرز خلاصات هذه الدراسة ، التي أشرفت عليها مؤسسة “منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية، أن 80 في المائة من المغاربة يعتبرون أن البكارة دليل العفة والتدين وحسن التربية. ويرى 50 في المائة أن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج هي حرية شخصية، في مقابل 77.6 في المائة للرافضين لهذه العلاقات يضعون مبررات كونها محرمة دينيا.

وفي هذا السياق، اعتبر زكرياء الإبراهيمي أستاذ وباحث في السوسيولوجيا من جامعة القاضي بمراكش أنه “بغض النظر على الملاحظات النظرية والمنهجية التي يمكن أن توجه للتقرير، يمكن القول أن نتائجه تعكس جزءا من واقع الحريات الفردية بالمغرب، سواء تعلق الأمر بنظام المعارف والقيم والمعاني التي يحملها الأفراد حول مجال وحدود الحريات الفردية، أو بشبكة الممارسات التي تصدر عن الأفراد كلما تعلق الأمر بمسألة الحريات”.

  المغربي يقول ما لا يفعل، ويفعل مالا يقول

وإثر هذه الدراسة قدم الباحث السوسيولوجي مجموعة من الملاحظات أولها أن المسافة بين نظام المعارف والمعاني والقيم وخطاطات الفعل، غير منسجمة كما جاء في التقرير، وينبغي بشكل عام الحذر كلما تعلق الأمر بموضوعات ساخنة ثقافيا وأخلاقيا ومحاطة اجتماعيا بنظام صارم من المعياريات، من التسليم بما يعلن عنه الأفراد من معارف ومواقف وما يفعلونه عادة، وهذا يحيلنا عادة إلى بعض استعمالات مفهوم المجتمع المركب ما بعد بول باسكون، حيث أن السجلات التي يلجأ إليها الأفراد في معرفة العالم الاجتماعي، تكون عادة مختلفة وغير منسجمة في أكثر الأحيان”.

 “كما أن سجلات الفعل الاجتماعي، يوضح الإبراهيمي “والتي تنظم عالم الممارسة متعددة ومختلفة هي الأخرى، يشير إلى ذلك، بعض الباحثين في العلوم الاجتماعية بالمغرب عادة بأن المغربي يقول ما لا يفعل، ويفعل مالا يقول”.

“ثانيا: يجب التعامل بكثير من الحيطة مع نتائج التقارير، فهي لا تعكس تحولا ثقافيا أو اجتماعيا بالمغرب، بقدر ما تحيل على تحولات جزئية وناقصة، تعكس حسا عمليا وبرغماتيا للأفراد، وعلى استراتيجيات ترقيع قيمي وعملي يمكن وصفه بالسائل” يقول الإبراهيمي.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “بعض النتائج تتضمن الكثير من الأحكام القيمية والخام للحس المشترك من بينها مثلا 76,3 في المئة يصرح بأن العلاقات الجنسية ما قبل الزواج أصبحت منتشرة، بينما يعلن ما يزيد عن 77 في المئة برفضهم لهذه العلاقات، كما يمكن الإشارة إلى أن التقرير يخلو من أي إشارة إلى العلاقات الجنسية للمشاركين في البحث، ما يعني أن جزء من نتائج التقرير تبقى غامضة ولا تعكس واقع الحريات الفردية بالمغرب، كتجربة فردية”.

إقرأ أيضا

ثالثا: المعطيات التي قدمت في التقرير، تعبر أكثر عن فئات اجتماعية بعينها دون أخرى، وهي عموما ليست جديدة في محتواها، فعينة التقرير شملت الشباب أكثر من المسنين، والشباب في المجالات الحضرية أكثر من المجالات القروية، والشباب من فئات فقيرة ومتوسطة الدخل أكثر من شباب الفئات الميسورة والأطر العليا، وشملت الشباب من مستويات دراسية متوسطة حيث لم تبلغ نسبة أفراد العينة الذين وصلوا للتعليم العالي غير 13,7 في المئة، وبالتالي يمكن القول إذا ما اعتبرنا المستوى التعليمي، عنصراً من عناصر بناء المعرفة وتكوين الموقف وتحديد الممارسات، والقدرة على إعطاء مسافة مع الاجتماعي، أن أغلب المبحوثين يفكرون ويفعلون داخل النسق الثقافي والاجتماعي، وليس خارجه، وبالتالي فجزء من المعطيات، لا يعبر عن مواقف معقلنة، وإنما يمكن وصفها مع كثير من التحفظ، بأنها تعبر عن قواعد اللعب التي تضبط الممارسات الاجتماعية، تصح عليها عبارة وردت في التقرير ” دون منع، ودون موافقة”.

رابعاً: يظهر أن نتائج الدراسة بالرغم من إشارتها إلى نتائج مهمة جداً، إلى أنها ضعيفة على مستوى الوقوف عند موقع الإناث في قراءة النتائج، وتمر بشكل سريع في أكثر من محل على صوت الإناث في تحليل النتائج.

وختم السوسيولوجي الابراهيمي حديثه لـ”نقاش 21″ ، ليؤكد على أن “الدراسة في حد ذاتها تبقى مهمة وإضافة نوعية لسلسلة الدراسات والأبحاث التي همت الحريات الفردية بالمغرب، ولا شك أنها ستكون مفيدة للمهتمين والنشطاء حول الحريات الفردية، خاصة من حيث الطابع الخام لنتائجها، والتي يمكن أن تكون قاعدة لعدد من أعمال التأويل والتحليل بالنسبة للباحثين في العلوم الاجتماعية.

انتقل إلى أعلى