يقرأ حاليا
خرجة بنكيران: ريمونتادا لصالح المصباح أم آخر رقصة؟
FR

خرجة بنكيران: ريمونتادا لصالح المصباح أم آخر رقصة؟

أثارت خرجة عبد الإله بنكيران الأخيرة، جدلا كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة أنها تأتي قبل 48 ساعة من تاريخ اقتراع 8 شتنبر، ما جعل البعض يتحدث عن تأثير رسائل رئيس الحكومة السابق على خيارات بعض الناخبين، فيما وصفها البعض الآخر بـ “رقصة الديك المذبوح”.

 

عزلة مفروضة

لم يكن أحد يتوقع خروجه قبيل يومين من تاريخ الإقتراع، خاصة أن البعض يعتبره قوة تواصلية لديها القدرة على التأثير على خيارات الناخبين، سواء بأسلوبه “الكاريزمي” أو رسائله المباشرة التي اعتبر فيها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار شخصية تهدد مصالح المغاربة بسبب جمعها بين “المال والسلطة”.

بالنسبة لحسن بلوان الباحث في العلوم السياسية، فإنه بالرغم مما حملته كلمة بنكيران “الغارقة في الشعبوية” من رسائل باهتة في جميع الاتجاهات، فرئيس الحكومة السابق لا زال لم يستوعب حقيقة أنه انتهى حزبيا وسياسيا، ويقاوم العزلة المفروضة عليه داخل حزب العدالة والتنمية وداخل المشهد السياسي، كما أنه لم يتخلص من أوهام الزعامة التي اكتسبها على رأس حزب تصدر الانتخابات لولايتين تشريعيتين ويرجع كل ذلك الفضل والمنة لمجهوده الخاص، وهذه الحالة النفسية يلخصها المثل المغربي “انا بوحدي نضوي البلاد”.

أما عن الغاية من هذه الخرجة، فالباحث يراها بلا هدف ولا بوصلة تؤطرها غير استشعار الخطر المحتوم بتراجع حزبه في الإنتخابات التشريعية والترابية المقبلة في الثامن شتنبر، مضيفا أن الهجوم على زعيم الأحرار والكاتب الوطني للإتحاد الإشتراكي ووصفهم بأقدح النعوت يفسر حجم المأزق الذي يعيشه بنكيران وحزبه في الانتخابات المفصلية المقبلة، بل أكثر من ذلك، يتابع المتحدث، الهجوم على الجسم الصحافي ووصفهم بالنكافات سابقة لمسؤول حزبي تقلد أرفع منصب حكومي في المغرب.

يهدد الدولة

خطاب بنكيران كان متشننجا، يقول بلوان، ولا يليق بمسؤول سابق في الدولة وقيادي في حزب وطني معروف من حجم العدالة والتنمية، فعدم اختيار الكلمات المناسبة أسقطه في موقع الإبتزاز الظاهر للدولة بمعنى أنه في حالة عدم عودة العدالة والتنمية إلى تصدر المشهد فإن المغرب سيدخل في موجة الاحتقان الاجتماعي وعودة سيناريو 20 فبراير، وهذا نقاش سائد داخل أوساط الحزب وتواترت مثل هذه التصريحات عند مجموعة من قيادييه، والغريب أن بن كيران يدعي دائما أنه هو شخصيا من أنقد البلاد والدولة سنة 2011 من تداعيات هذه المرحلة المفصلية في تاريخ المغرب حيث قال بالحرف: “بلادنا وقفات علينا وعتقناها في 2011”.

كما وصف الباحث خطاب بنكيران بالمتناقض، حيث يرسل للدولة إشارات التملق عندما يعتبر نفسه إبنا بارا لها وفي نفس الوقت يدخل معها في منطق الإبتزاز عندما يخير بين حزبه وشخصه وحزب منافس ورئيسه تشير جميع المؤشرات أنه سيتصدر الانتخابات المقبلة، وهذا هو سبب هذه الخرجة الإعلامية.

اتهامات خطيرة

إقرأ أيضا

في وقت أكد فيه البعض أن كلمة بنكيران قد تشكل مؤشرا طارئا لتغيير قناعة بعض الناخبين لصالح العدالة والتنمية ضد الحمامة، يؤكد الباحث أن خرجة بنكيران متأخرة ولا تعدو أن تكون صيحة في واد، لأن معظم الناخبين حسموا اختياراتهم ومن الصعب الحديث في الانتخابات الحالية عن فئات مترددة، زد على ذلك فمعظم المغاربة لا ينظرون إلى بنكيران وحزبه بعين الرضا بعد مجموعة من القرارات الصعبة التي اتخذها خلال ولايته الحكومية عكس ما يدعيه بأنه خرج من التجربة الحكومية بخير.

أما عن الاتهامات الخطيرة التي وجهها بنكيران في حق أخنوش باستعمال المال والسلطة فهذا، بحسب بلوان يؤثر في مصداقية الإنتخابات القادمة ونزاهتها خاصة أنها صادرة عن مسؤول رفيع سابق في الدولة، وهذا بالتأكيد سيعطي رسالة سلبية ويجب فتح تحقيق جدي وسريع في هذه الإتهامات التي تشوه صورة المغرب وتجربته الديمقراطية.

كل ما في الأمر، يتابع الباحث، أن الرجل لا يزال يعتقد أنه المخاطب المفوه الأول للشعب أي أنه يعيش على أمجاد الماضي الشعبوي لسنتي 2011 و 2016، أما المعطى الثاني فيتعلق ببعض الجهات في الحزب التي استشعرت أن حظوظه متواضعة بحكم الإختلافات التنظيمية الداخلية والضغط الشعبي على حملة العدالة والتنمية في مجموعة من المناطق، فاستنجدت ببنكيران من أجل الدعوة للتصويت لحزب المصباح، لكن خرجته لم تكن موفقة وأرسلت رسائل باهتة للمعنيين بالأمر.

ومن جهة أخرى هناك احتمال أن يكون هدف الخرجة هو إقناع الغاضبين داخل المصباح، لكنها لم تكن بذلك الوضوح اللازم ليتوجه جميع الغاضبين في الحزب نحو التصويت، والأكيد أن الشرخ والهوة اتسعت بين القيادة الحالية للحزب ومجموعة من مناضليه والمتعاطفين معه، وقد ظهر هذا جليا في حملته الإنتخابية التي ظهرت باهتة مقارنة مع الحملات السابقة، بالإضافة إلى أنها لم تكن موفقة في تحديد أهدافها السياسية والإعلامية والإنتخابية اللهم الرغبة في مقاومة العزلة التي يمكن تلخيصها في “انا أهاجم بعنف أنا موجود بقوة”، يضيف الباحث.

انتقل إلى أعلى