يقرأ حاليا
تحليل: تناقضات مربع الحكم في الجزائر وراء قرار القطيعة
FR

تحليل: تناقضات مربع الحكم في الجزائر وراء قرار القطيعة

بعد أيام من إعلان الجزائر إعادة ترتيب العلاقات مع المغرب نفذت تهديداتها وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية مرتكزة على أسباب وصفها الباحث في العلاقات الدولية والمحلل السياسي، حسن بلوان بالواهية واتهامات باطلة لا يمكن أن تقنع أحدا لا داخل الجزائر ولا خارجها، لكن طريقة الإعلان عن القرار ومضامينه وتوقيته كلها مؤشرات توحي بأن تناقضات خطيرة داخل مربع الحكم وأجنحته في الجزائر كانت وراء هذا القرار البعيد عن الصواب.

وقال الباحث في حديث مع نقاش21 أنه من الطبيعي أن تختار الجزائر مواقفها الدولية وطريقة تدبير سياستها الخارجية كما تشاء، وذلك حقها الطبيعي الذي تكفله كل المواثيق والقوانين الدولية، لكن أن يكون ذلك على حساب دول الجوار وخاصة المغرب، وبكيل الاتهامات الباطلة والادعاءات الكاذبة ضده فهذا يطرح أكثر من علامة استفهام حول النوايا الحقيقية لحكام الجزائر والماسكين بزمام السلطة فيها.

وزاد المتحدث: إذا كان هناك من يجب أن يبادر بقطع العلاقات فهو المغرب الذي يستهدف في وحدته الترابية انطلاقا من الجزائر التي خصصت للمجموعات الانفصالية الإرهابية قاعدة على أراضيها وتمولها بالمال والسلاح والعتاد وتخسر مليارات الدينارات في المحافل الدولية لترويج أطروحة الإنفصال والتجزئة والانقسام.

ولا شك أن الجزائر تعيش أياما داخلية عصيبة زادت فيها الهوة بين الشعب والنظام الحاكم، مما أجبر هذا الأخير على تعليق فشل سياساته الداخلية والخارجية في مشجب العداوة الوهمية للمغرب، وما الهجمات الإعلامية المنسقة ضد المملكلة المغربية الأخيرة إلا مقدمات لهذا القرار الاخير بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.

الخاسر الأكبر

إن إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب، يقول بلوان، لن يغير في الواقع شيئا اللهم المزيد من الخسائر الاقتصادية التي تستنزف البلدين، ذلك أن النظام الجزائري الجديد/القديم منذ سنتين وهو يغلق جميع أبواب التعاون بين البلدين، ويرفض جميع مبادرات حسن النية التي تأتي من المغرب، بل زاد في اتهاماته الباطلة والسريالية بمسؤولية المملكة عن الحرائق ودعم حركتي الماك ورشاد دون أدلة علمية ومنطقية.

إقرأ أيضا

ويتابع الباحث أن هذه الخطوة لن تكون لها آثار مباشرة على العلاقات بين البلدين لانها متوترة فعلا، والسفير الجزائري غادر المغرب منذ مدة، كما أن مهمة وخدمات القناصل في البلدين ستبقى عادية وروتينية خدمة لجاليات البلدين.

وفي المقابل ستزداد حدة التنافس والصراع بين البلدين في المحافل الدولية والاقليمية، بدلا من تنسيق الجهود بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والصحية المشتركة، فالصراع لا يخدم إلا القوى الإقليمية الأخرى التي تستفيد من أبدية النزاع بين الاشقاء المغاربة والجزائريين والمغاربيين، لأن الخاسر الأكبر هو الشعوب المغاربية التي ستبقى رهينة شوفينية نظام عسكري في الجزائر لا يهمه إلا أن يبقى في السلطة مهما كلف ذلك من أثمان باهضة، بحسب تعبير الباحث.

انتقل إلى أعلى