يقرأ حاليا
بعد سنوات من “الحكم”.. بأي خطاب سيعود الاتحاد إلى المعارضة؟
FR

بعد سنوات من “الحكم”.. بأي خطاب سيعود الاتحاد إلى المعارضة؟

أعلن عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عن أغلبيته المشكلة بالإضافة إلى حزبه من حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، والمفاوضات مستمرة للكشف عن التشكيلة النهائية للحكومة، وأحزاب أخرى تواجه سؤال “بأي خطاب سنعود للمعارضة بعد سنوات من الحكم”.

هذا السؤال يطرح أساسا على حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي قرر التموقع في المعارضة بشكل رسمي، بالإضافة إلى أحزاب أخرى قررت المساندة النقدية والتنسيق مع الحكومة، ما يجعلنا أمام “معارضات” داخل المعارضة.

معارضة الأمس واليوم

بالنسبة لمحمد بودن، الباحث في العلوم السياسية، فإن السياق اليوم بالمغرب يختلف، إذ لا ينبغي مقارنة المعارضة سابقا بالمعارضة في الوضع الحالي، فقد كانت في السابق ذات نفس إيديولوجي نضالي لا يؤمن أحيانا حتى بالمؤسسات، أما اليوم فالأمر يختلف، لأن هناك مجال كافي للتحرك والتأثير في إطار الاختيار الديمُقراطي، وفي احترام لصناديق الاقتراع التي بوأت الاتحاد الاشتراكي المكانة التي يتواجد فيها اليوم.

ويرى الباحث أن “الاتحاد متحصن بتاريخه الذي اشتهر بخطابه “الراديكالي” إلا أن السياق اليوم  لا يحتمل هذا الخطاب، كما أن الحزب لم يعد “وردة السابق”، مؤكدا أن الخطاب الذي يناسب المرحلة يجب أن يكون متموقعا في النموذج التنموي، يركز على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، أما الخطاب الإيديولوجي، والصراع السياسي و”المناكفات”، فلم تعد تغري المغاربة، فالمواطن اليوم أصبح براغماتياً، يقارن المنجز وغير المنجز، لذلك فالطريق الأمثل لأحزاب المعارضة هو العمل على بناء تحالف يساري من المعارضة مع حزب التقدم والاشتراكية، وحزب الاشتراكي الموحد، وأيضا حزب جبهة القوى الديمقراطية”.

“أما المساهمة في المعارضة فله طبيعة دستورية، وهو دور وطني باعتبار أن التجربة المغربية تعكس مناخا تعدديا تداوليا، فالأحزاب التي توجد اليوم في المعارضة يمكنها أن تكون في الأغلبية غدا” يقول بودن.

“هذا بالإضافة إلى ما يضمنه الدستور للمعارضة من حقوق من أجل ممارسة مهامها بالشكل الأمثل، فلها الحق في أن تكون في وسائل الإعلام العمومية بشكل يتوافق مع تمثيليتها، ثم تستفيد من التمويل العمومي وأيضا لها دور برلماني عبر رئاسة لجنة التشريع بمجلس النواب، فضلا عن المساهمة عن طريق إغناء الحياة السياسية بالأفكار والآراء والمواقف النقدية للعمل الحكومي، سواء عن طريق سن التشريعات، أو مراقبة العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية”، حسب المحلل السياسي ذاته.

وفي قراءة لمشهد المعارضة باستحضار الأحزاب التي اختارت المساندة، فالباحث يرى أن “المشهد السياسي سيكون أمام “معارضات” وليس معارضة واحدة، وهذا قد يجعلها ضعيفة على مستوى وحدة الرؤى، وعلى مستوى التنسيق، وأيضا على المستوى العددي”.

مثلث التغول

في حديثه عن موقع حزبه في الخريطة السياسية للمرحلة المقبلة، بدا الكاتب الأول للوردة غاضبا من حكومة يترأسها عزيز أخنوش “الحليف سابق”، وإلى حدود الحملة الإنتخابية واللقاء الأول من المشاورات، كان دفئ العلاقة بين الحزبين باديا في تصريحات لشكر وأعضاء حزبه، قبل أن ينقلب إلى درجة وصف التحالف “بمثلث التغول”، الذي فرض الهيمنة القسرية وفرض الأمر الواقع”.

إقرأ أيضا

بناء على ذلك يبدو لمراقبين، أن الخطاب الذي سيمارسه الاتحاديون من داخل قبة المؤسسة التشريعية في هذه الحالة والوضعية “المنقلبة”، لن يخرج عن النبرة التي واجهوا بها التحالف الحالي، بالحديث عن توظيفه لقوة المال، والنفوذ والتهديد في عملية انتخاب مجالس الجهات والأقاليم والجماعات.

وعبر الحزب عقب اجتماع مكتب السياسي عن أسفه، معتبرا أن مرحلة ما بعد 8 أكتوبر لم تصل إلى ما كان يطمح إليه الاتحاد، من تجسيد فعلي لثقافة تدبيرية جديدة، قائمة على الاشتراك والتعددية والإنصات، “مما يمكن من دخول مرحلة سياسية جديدة، لتفعيل أمثل لمقتضيات النموذج التنموي”.

وبنفس النبرة “الهجومية” أكد الاتحاد أن التحالف الثلاثي، “جعل كل المؤسسات المنتخبة خاضعة لتوافقات قبلية من الأجهزة المركزية لهذه الأحزاب، في ضرب صارخ حتى لإمكانية تطوير تجربة الجهوية التي مازالت في بدايتها”.

انتقل إلى أعلى