يقرأ حاليا
المجموعات النسائية المُغلقة.. من الروتين اليومي إلى النقاش السياسي
FR

المجموعات النسائية المُغلقة.. من الروتين اليومي إلى النقاش السياسي

لطالما شكلت المجموعات النسائية المُغلقة، لُغزا لدى عدد من الرجال، حيث يتم فيها الانفتاح على جُملة من المواضيع المختلفة، من مشاركة أسرار المطبخ إلى الحديث عن قضايا الزواج والطلاق ومشاكل العلاقات الإنسانية، وهموم الحياة، ناهيك عن عدد من المواضيع الحساسة التي لا تستطيع النساء البوح بها جهرا؛ غير أنه في ظل الأسبوع الجاري، سيطر النقاش السياسي على ذهن النساء، فأصبحت المجموعات تُمثل فضاء للتعبير الحر عن وجهات النظر السياسية.

في المجموعات النسائية الخاصة، تتحدث المرأة بكامل حرية وأريحية في كافة ما يخصها من موضوعات، وتناقش كل ما يمسها من شؤون، وإذا ما كان الموضوع التي ترغب السيدة بالحديث عنه، خاصا أو حساسا، تطلب من المسؤولة عن المجموعة، نشره بدون اسم؛ خاصة أنها مجموعات خاصة، تُحظر على الرجال، إلا من عدد من الحسابات المجهولة التي ما إن يتم اكتشاف أن هويتها رجل يهدف إلى اقتحام خُلوة النساء يتم استبعاده.

من الروتين اليومي إلى النقاش السياسي

البرامج الانتخابية، المشاركة السياسية، أسماء المُرشحين، الفرق بين الانتخابات الجماعية والانتخابات التشريعية… مواضيع وأخرى باتت النساء المغربيات أكثر انفتاحا عليها، بأسمائها الحقيقية، وبوجه مكشوف، الشيء الذي بات يُكرس للثقافة السياسية بين النساء؛ إذ كانت فيما قبل تخاف من خوض غِمار الحديث فيها، لجُملة من الأسباب، من قبيل الخوف، كأبرز مثال.

ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية الجارية، اعتمدت عدد من الأحزاب السياسية، على الفضاء الرقمي كأساس لشن الحملة، مما نتج عنه تحول داخل المحتوى الرقمي المُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وهيمنت الدِعاية السياسية على النقاش، والنساء لم تعد بمعزل عن هذا الأمر، فباتت تُناقش، وتتحدث في الشأن السياسي بكل أريحية، وتُظهر اهتمامها المتزايد بالشأن العام، سواء في حساباتها الخاصة، أو داخل المجموعات النسائية.

لا توجد أرقام رسمية عن عدد المجموعات النسائية الخاصة المُتواجدة على الفيسبوك، لكن بحسب مُراقبين فإنها تتكاثر بشكل ملحوظ؛ غير أن 22 مليون هو رقم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المُسجلين في شهر يناير المنصرم، فيما بات عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب يُعادل 59.3 في المائة من إجمالي الساكنة.

إقرأ أيضا

وبحسب التقرير الرسمي السنوي الصادر عن أحدث البيانات والاتجاهات الدولية في وسائل الإعلام الرقمية والهاتف المحمول والتجارة الإلكترونية وبث المحتوى وألعاب الفيديو، تم تسجيل 27.62 مليون مستخدم للإنترنت في يناير 2021 في المغرب، بنسبة بلغت 74.4 في المائة، فيما يُظهر التقرير نفسه أن عدد مستخدمي الإنترنت في المغرب ارتفع بمقدار 2.3 مليون بين عامي 2020 و2021.

وبحسب الأرقام نفسها، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي يقضون بها نصف الوقت من خلال الأجهزة المحمولة، بإجمالي وقت يصل إلى 5 ساعات يوميا، الشيء الذي يُفسر سهولة تواجد النساء على المجموعات الخاصة، وعلى مقربة من الأحداث الراهنة في الفضاء الرقمي، وكأنها بفعل مُتابعتها اليومية للنقاش داخل الفضاء الرقمي، استوعبت أنها جزء لا يتجزأ من النقاش، وأن عليها الحديث فيما يمسها من هموم سياسية، على غرار الرجل.

انتقل إلى أعلى