يقرأ حاليا
بعد تهنئة طالبان..حلم الخلافة يداعب السلفيين والإسلاميين بالمغرب
FR

بعد تهنئة طالبان..حلم الخلافة يداعب السلفيين والإسلاميين بالمغرب

مباشرة بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان وعودة طالبان لبسط سيطرتها على كابول، توالت التهاني والتبريكات من مختلف الحركات الإسلامية والرموز الدينية، للحركة الجهادية، بين من اعتبر بسطها السيطرة من جديد على البلاد نصرا للإسلام ومن اعتبر ذلك ذلك تحريرا من المستعمر الأمريكي.

 

تفاعل شيوخ السلفية الجهادية والتقليدية بالمغرب الذين هنأوا المسلمين بعودة طالبان للحكم بأفغانستان، ورسالة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على لسان رئيسه أحمد الريسوني، واتصال اسماعيل هنية هاتفيا بالملا برادر لتهنئته بالانتصار، كل هذا طرح علامات استفهام لدى مراقبين وبعض الباحثين الذين استغربوا للتفاعل الإيجابي مع طالبان رغم الخلاف العقدي والفكري والفقهي بين كل هذه الأطراف.

في هذا السياق قال الباحث في الشؤون الدينية محمد عبد الوهاب رفيقي، إن حلم الخلافة والإمارة الإسلامية يداعبهم جميعا، رغم أن طالبان ليست بالنسبة لهم النموذج المثالي لدولة الخلافة، لكنها في ظل الخيبات والنكسات وفشل كل مشاريع الدولة الإسلامية تمنحهم بصيصا من الأمل، بأن هذا المشروع ليس بعيد المنال، وأنه ممكن التحقيق، وأنه يمكن حتى قبول المنتظم الدولي به ، حتى لو كان النظام سينتهك حقوق الإنسان وسيقطع الأيادي وسيقتل الزاني المحصن، فسيتم التغاضي عن ذلك كله حين تقتضي السياسة، فقد داعبت طالبان أحلام الخلافة وأيقظت شعورها لدى هده التيارات، يقول المتحدث في تدوينة على صفحته بفيسبوك.

 

أما المعطى الثاني الذي يفسر  هذه الحفاوة البالغة، بحسب رفيقي، فهو ما تمثله أفغانستان في مخيال كثير من الإسلاميين، فأفغانستان هي “الجهاد الأفغاني”، و عبد الله عزام، و ” آيات الرحمن في جهاد الأفغان”، و “مقبرة الغزاة”،  وغير ذلك مما تبعثه حركة طالبان في نفوس الكثير من ذكريات.

إقرأ أيضا

ومن جهة أخرى يضيف رفيقي، فإن تجربة طالبان يرى فيها كثير من هؤلاء أملا يداوي  الجروح التي تركتها التجارب السابقة، بدأ من السعودية وتجربتها التي لا تحظى برضى الكثير منهم واتهامها بخدمة الأجندات الخارجية، والسودان التي عانت من مرارة الإسلاميين وعرفت على عهدهم الجوع والتقسيم والخراب، قبل أن تتحول بعدهم إلى دولة مدنية وعلمانية، فتركيا التي ليس لها من الإسلامية إلا الإسم، ثم داعش التي قدمت نموذجا متوحشا ومرعبا، دون نسيان أن طالبان نفسها في تجربتها الأولى انتهت بجلب الدمار والخراب، لهذا  فقد فرحوا اليوم وهم يرون عودة “الإمارة الإسلامية” بتسهيل أمريكي ورعاية  قطرية.

ولم يستغرب رفيقي ما وصفه بأجواء الفرح والإحتفاء لدى هذه التيارات، باستثناء تهنئة وحيدة لأحمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان، الذي وصف “الحدث الأفغاني” بـ “النصر العزيز” و “الفتح المبين”.

انتقل إلى أعلى